استمرت الخلافات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و حزب المؤتمر الوطني الحاكم حول منطقة أبيي، يأتي ذلك بينما تشير التوقعات إلى أن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان سيؤدي إلى انفصال الجنوب.
يشار إلى أن تبعية منطقة أبيي الغنية بالنفط مازالت من القضايا الشائكة التي لم تحسم في اتفاق سلام جنوب السودان، واتهم لوكا بيونغ وزير شؤون مجلس الوزراء والقيادي البارز في الحركة الشعبية حزب المؤتمر بتسييس قضية أبيي واستغلال قبيلة المسيرية في الحرب التي خاضها الحزب ضد الحركة الشعبية في جنوب السوجان.
وقال في برنامج أجندة مفتوحة -شؤون سودانية- الذي بث الأحد إن "المؤتمر الوطني سيس القضية لخوفه من أن ينضم أبناء المسيرية للقتال في صفوف متمردي دارفور".
وأضاف "على الحزب الحاكم بدلا من إلهائهم بقضية أبيي أن يركز على إقامة مشاريع تنموية لقبيلة المسيرية قبل أن تنقلب عليهم على حد تعبيره".
لواك بيونغ اتهم الخرطوم باستغلال قبائل المسيرية في الحرب مع الجنوب
وأكد أن الحركة الشعبية "أمنت للمسيرية مسارات الرعي في المفاوضات التي جرت مؤخرا في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان عقب الإشتباكات التي وقعت في أبيي وراح ضحيتها العشرات من الطرفين قبل أسبوعين"
أما بالنسبة لحل مشكلة أبيي فقال بيونغ إنه يعتقد أن الرئيس عمر البشير ونائبه سلفا كير رئيس حكومة الجنوب يمكن أن يتوصلا لحل للمشكلة يتمثل في ضمها للجنوب وأضاف أن كير أكد للمسيرية أن مستقبلهم في جنوب السودان.
حزب المؤتمر
بيد أن السفير الدرديري محمد أحمد مسؤول ملف أبيي في حزب المؤتمر الوطني رفض هذا الإقتراح قائلا إن "الحركة الشعبية لا يمكن أن تكون أكثر حرصا على مصالح المسيرية وأضاف أن القضية ليست قضية مرعى فقط بل هي قضية أرض".
وقال السفير الدرديري إن بروتوكول أبيي الذي تضمنته إتفاقية نيفاشا نص على أهمية إجراء إستفتاء يخير فيه أهالي أبيي من الدينكا والمسيرية الذين يقيمون فيها مئة وخمسة وثمانين يوما على الأقل في العام وغيرهم من المقيمين فيها، بين ضمها إلى الشمال أو إلى الجنوب.
حذر الدرديري من استفتاء أحادي في أبيي
وأضاف أن الحل ليس في يد الأمريكان أو في يد ثابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق الذي يتوسط بين الجانبين. وقال إن مساعي الحركة الشعبية لإجراء إستفتاء أحادي في أبيي يشارك فيه أبناء الدينكا فقط لتقرير مصيرهم، "هو وصفة ستقود البلاد بلا ريب مجددا للحرب".
ووأوضح السفير الدرديري أن هيئة التحكيم الدولية في لاهاي لم تقض بتبعية أبيي للدينكا نغوك وإنما حكمت بأن تتقاسمها القبيلتان مناصفة.
وقال إن الإجتماعات التي يعقدها الرئيس عمرالبشير ونائبه سلفا كير لن تجدي نفعا.
واكد السفير أنه شهد إنهيار آخر جلسة بين الرجلين لأن كير قدم مشروع قرار رئاسيا للبشير ينص على ضم أبيي للجنوب وطلب من البشير التوقيع عليه بشهادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، بيد أن البشير رفض التوقيع .
وأضاف الدرديري أن الحركة إذا استمرت في تبني هذا الأسلوب فإنهم لن يتوصلوا إلى تسوية لقضية أبيي مطلقا.
وقال إنهم لن يقبلوا أبدا ضم أبيي إلى الجنوب وهو ما تصر عليه الحركة الشعبية التي تقول إما أن يتم ذلك أو تقع الكارثة. ومضى قائلا إن الحركة إذا ما مضت في تنفيذ ما تلوح به بإجراء إستفتاء أحادي حول مصير أبيي في التاسع من يوليو تموز المقبل فإن هذا سيكون بالفعل بداية الكارثة.
بيد أن لوكا بيونغ استبعد وقوع الحرب التي قال إنها ليست من مصلحة المؤتمر الوطني كما أنهم في الحركة الشعبية مشغولون بتأسيس دولتهم الوليدة وإنهم خبروا الحرب وجربوها ولن يعودوا إليها أبدا.